اشترى جحا لحما و خضارا , و قال لزوجته : هيا يا زوجتى العزيزة , أطبخى لنا هذا
اللحم و الخضار , لنوسع على اولادنا فى ليلة النصف من شعبان . قالت زوجته : كيف أطبخ يا جحا , و ليس عندنا قدر أطبخ فيها
فكر جحا هنيهة , ثم قال لزوجته : لا تحملى هما لذلك سأرسل فى طلب قدر كبيرة من جارنا البخيل
ذهب جحا إلى جاره البخيل , و طلب منه قدرا يطبخ فيها اللحم و و الخضار . فقال
جار : و متى ترد لى القدر يا جحا ؟ قال جحا : أردها إليك عندما نفرغ من أكل ما بها . فأعطى الجار جحا قدرا كبيرى
فإن عنده قدورا كثيرة مرت أيام و لم يرد جحا القدر إلى جاره , فارسل هذا ابنه الصغير يطلب القدر من جحا ,اعطاه جحا القدر ووضع فيها أخرى صغيرة جدا وقال للولد : قل لأبيك إن القدرقد ولدت عندنا هذه القدر الصغيرة , فهى حق لكم
رجع الولد , و قدم لأبيه القدر الكبيرة , وبداخلها القدر الصغيرة , و قص عليه
الخبر . تعجب الجار البخيل و فرح , و ذهب إلى جحا يشكره على امانته .
ذاعت قصة القدر فى القرية , و تعجب الناس لهذا الحدث العجيب , وراحوا يهنئون الجار البخيل بالمولودة الصغيرة .
بعد أيام , علم أهل القرية أن جحا يريد أن يستلف قدرا كبيرة يطبخ فيها طعامه , فحمل كل منهم قدره , و ذهب إلى جحا , و هو يتمنى أن يقبلها جحا منهه .
أخذ جحا كل القدور التى أحضرها أصحابها , و شكرهم لكرمهم , وقال لزوجته عندك الآن يا زوجتى قدورا كثيرة , تطبخين فيها كما تشائين
بعد يومين . سمع أهل القرية صوت بكاء و نحيب ينبعثان من بيت جحا , فذهبوا يستطلعون الأمر , فوجدوا جحا و امرأته يبكيان أحر بكاء
قال الجار البخيل : لماذا تبكى كذا يا جحا ؟ قال جحا : ألم تعلم بعد ؟ لقد ماتت كل القدور التى أحضرها أهل القرية فسبحان من له الدوام
راح الجيران ينظرون بعضهم إلى بعض , وتساعلوا : هل يعقل أن القدور تموت ؟ إنها حكاية عجيبة , اخترعها جحا اللئيم
قال الجار البخيل : كيف هذا يا جحا، و قد احضرت اليك اكبر قدر عندي ، على امل ان تلد لي توءمين ؟ و قالت امرأة : وانا اشتريت هذه القدر خصيصا لتلد عندك .
قال جحا : يا ناس ! كيف تصدقون أن القدر تلد ولا تموت ؟ ان كل من يلد ، لا بد ان ينتهى اجله ويموت .
خرج اهل القرية من عند جحا ، و هم يبكون لموت قدورهم ؟، واصبح جحا و عنده عدد وفير من القدور .
مرة جحا اسـتعار طنجرة من جاره وعندما أعادها أعاد معها طنجرة صغيرة فسأله جاره لماذا أعدت مع طنجرتي طنجرة صغيرة فقال جحا ان طنجرتك ولدت في الأمس طنجرة صغيرة وإنها الآن من حقك . وبعد مرور الأيام ذهب جحا إلى جاره وطلب من جاره طنجرة فأعطاه جاره طنجرة وبعد مرور عدة أيام ذهب جار جحا إلى بيت جحا وطلب منه طنجرته فقال له جحا وهو يبكي إن طنجرتك توفيت بالأمس فقال له جاره وهو في حيرة من الأمر كيف توفيت الطنجرة فقال جحا أتصدق ان الطنجرة تولد ولا تصدق ان الطنجرة تموت
.. الدجاجة العجيبة ..
جاء الى جحا صديق من بلدة بعيدة , فاستضافه جحا في بيته , ورحب به , في سرور ,
وقدم له الطعام والشراب .
ومكث الصديق عند جحا ثلاثة أيام , ثم استأدن في الرحيل ،
وطلب من صديقه جحا ان يزوره في القريب العاجل .
وحين رحل الصديق ,
قالت زوجة جحا في غضب :
لقد قضى ضيفك على ما عندنا من طعام ، وعلى ما نملك من نقود
لضيافته والاحتفال به الايام الثلاثة التي قضاها معنا .
قال جحا في عجب : يا امرأة لقد هبط علينا الضيف ,
فهل نقوم له بواجب الضيافة أو لا ؟
قريبا سنذهب ؛ لنزوره ،
وسترين مدى حفاوته بنا , فهو رجل واسع الثراء .
ومرت الايام ,,
وتصادف ان مر جحا بالبلدة التي يسكن فيها الصديق الذي استضافه,
فذهب الى بيته , وطرق بابه .
رأى الرجل جحا , فهش له , ورحب به , ودعاه للدخول ,
وطلب من زوجته ان تعد أفضل الطعام لديها .. لهذا الضيف العزيز .
سر جحا عندما سمع ذلك , واستبشر خيرا ,
ومنى نفسه بوجبة شهية .
مضى وقت طويل,
والطعام لم يعد ,
وشعر جحا بالجوع الشديد ،
فقال الى صديقه :
ما أفضل طعامكم !! إنه لذيذ !
فهم الرجل ما يرمي اليه جحا
وقال : حالاً سيأتي الطعام ,
وعلى رأسه دجاج .
فرح جحا حين علم ان بالطعام دجاجا ,
فقال ضاحكا :
يا لك من صديق كريم !!
تجعل ضيفك يجوع ؛ ليقبل الطعام بشهية .
وأتى بالطعام وجلس جحا يأكل الطبيخ ثم شرب من مرقة الدجاج ,
ثم أمسك بالدجاجة ,
وحاول جاهدا ان يأكل بعض لحمها .
لكن جحا لم يقدر على التزاع اي قطعة من لحم الدجاج, لصلابته, فتعجب جحا
وراح يقلب الدجاجة بين يديه فهز رأسه ووضعها
وخد يتناول طعامه من الطبيخ والمرق ولم يعلق على ذلك بشيء.
وفي اليوم التالي قدم الرجل الى جحا طعام الغذاء
وكان دجاجة ومرقا فشرب جحا المرق ،
وحاول ان يأكل من لحم الدجاجة ,
فلم يستطع من صلابته وشدته .
وفي اليوم الثالث قدم الى جحا
الدجاجة والرق وحاول جحا ان يأكل اللحم
,, وحاول
ولكنه لم يستطع ,فأخذ الدجاجة ورفعها بين يديه
وراح يتمم بكلمات غير مفهومة .
تعجب الرجل ,
وسأل جحا :
ماذا تفعل ياجحا ؟
قال جحا :
اشهد ان لحم هذه الدجاجة لمعجزة : إنها قد دخلت النار ثلاث مرات في ثلاث أيام ,
ولم تفعل النار بها شيئا.
وعندما أراد جحا الانصراف حضر جار الرجل
فدق الباب قائلا : اعرني تلك الدجاجة لضيف جاء اليي ,
لأقدمها له , ثم اردها اليك
حين يرحل .
سمع ذلك جحا ,
وقال في دهشة :
يا لك من رجل بخيل ,
إن لجم دجاجتك يصلح لأن يقدم لمن هم على شاكلتك .!!