الايمان بالقدر
تتفرع ضرورة الايمان بالقضاء والقدر من دليلين اثنين: اولهما:الحديث الصحيح الذي رواه مسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر ,وبالقدر خيره وشره). ثانيها:ما سبق من بيان ان الله عز وجل يتصف بالعلم والقدرة,فالقضاء فرع عن بوت صفة العلم والارادة لله عز وجل,والقدر فرع عن ثبوت صفة القدرة له. تعريف كل منهما: فاما القضاء,فهو علم الله عز وجل في الازل بالاشياء كلها على ما ستكون عليه في المستقبل. والقدر:ايجاد تلك الاشياء بالفعل طبقا لعلمه الازلي المتعلق نها.
الإيمان بالقدر هو المحك الحقيقي لمدى الإيمان بالله تعالى على الوجه الصحيح ، وهو الاختبار القوي لمدى معرفة الإنسان بربه تعالى ، وما يترتب على هذه المعرفة من يقين صادق بالله ، وبما يجب له من صفات الجلال والكمال ، وذلك لأن القدر فيه من التساؤلات والاستفهامات الكثيرة لمن أطلق لعقله المحدود العنان فيها ، وقد كثر الاختلاف حولالقدر، وتوسع الناس في الجدل والتأويل لآيات القرآن الواردة بذكره ، بل وأصبح أعداء الإسلام في كل زمن يثيرون البلبلة في عقيدة المسلمين عن طريق الكلام في القدر، ودس الشبهات حوله ، ومن ثم أصبح لا يثبت على الإيمان الصحيح واليقين القاطع إلا من عرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، مسلِّماً الأمر لله ، مطمئن النفس ، واثقاً بربه تعالى ، فلا تجد الشكوك والشبهات إلى نفسه سبيلاً ، وهذا ولا شك أكبر دليل على أهمية الإيمان به من بين بقية الأركان .
العقل لا يمكنه الاستقلال بمعرفة القدر فالقدر سر الله في خلقه فما كشفه الله لنا في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم علمناه وصدقناه وآمنا به، وما سكت عنه ربنا آمنا به وبعدله التام وحكمته البالغة ، وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون .
والله تعالى أعلم .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه