ضغطة زر واحدة وتدعوك الصورة الكرتونية عبر الكمبيوتر إلى الدخول إلى الطرقات الداخلية المتعرجة لواحد من أكبر البناءات إعجازا في العالم، إنه هرم خوفو الأكبر في مصر وأحد عجائب الدنياالسبع.
إنها تقنية جديدة ثلاثية الأبعاد من إبتكار مهندس فرنسي اسمه جان بيير هودين وتهدف إلى سبر أغوار هرم خوفو القديم وكشف الغموض الذي حير كثيرين حول العالم حول طريقة بنائه.
وترتكز التقنية الجديدة إلى برنامج كمبيوتر طور خصيصا ويسمح لمستخدمه من خلال نظارات ثلاثية الأبعاد أن يتجول داخل ممرات الهرم الأكبر ويتعرف تاريخيا على أهم ملامحه.
وتبدو الطريقة الجديدة التي طرحها المهندس الفرنسي مختلفة تماما عن الفرضيات السابقة التي طرحت في هذا السياق. إذ يسمح برنامج الكمبيوتر لمستخدمه بإيقاف الفيلم كما يسمح له بإيقاف التعليق أيضا وأن يتحكم كليا بالكاميرا ليذهب أينما شاء داخل الهرم ويكتشف زواياه بنفسه ثم العودة لمتابعة الشريط الوثائقي من النقطة التي توقف عندها.
هرم خوفو يعد الأكبر بين إهرامات مصر
إنها تبدو طريقة مبتكرة للتعلم لم تكن متاحة فيما قبل.
وكانت هذه التقنية الجديدة قد طرحت للمرة الأولى للجمهور في مسرح ثلاثي الأبعاد بالعاصمة الفرنسية باريس، لكنها تحولت الأن إلى أجهزة الكمبيوتر المنزلية بحيث بمكن لكل من يملك جهاز كمبيوتر أن يجربها وما على الراغب في ذلك سوى أن يحمل البرنامج على جهازه ثم يرتدي نظارة ثلاثية الأبعاد ليبدأ بعدها رحلته داخل الهرم الأكبر.
وتلعب تقنية الأبعاد الثلاثية المتطورة دورا هاما في تمكين من يشاهد الفيلم من إلقاء نظرة على المشهد التاريخي داخل الهرم الذي يصل إرتفاعه إلى 146 مترا والذي يعد واحدا من عجائب الدنيا السبع.
تسلية وتعليم و يبدو المشهد ثلاثي الأبعاد داخل هرم خوفو وكأنه صور منذ خمسة واربعين قرنا مضت وقد امتلأ بحاشية وأتباع الملك الذي ينتمي إلى الأسرة الرابعة.
إلا أن الفيلم ثلاثي الأبعاد ليس محض تسلية فقط فبجانب مايقدمه من تثقيف وتعليم فهو أيضا يشرح النظريات المتداولة وراء بناء الهرم الأكبر.
ويعتقد أن الهرم الذي يقع غرب مدينة القاهرة المعاصرة وهو الأقدم من بين ثلاثة أهرامات مثلت المقابر الملكية لملوك الفراعنة القدامى خوفو وخفرع ومنقرع يعتقد أنه شيد ليكون مقبرة للملك خوفو.
ويحوي الهرم داخله ثلاث غرف أولها للدفن واحدة منها تحت الأرض أما الثانية فتعرف باسم غرفة الملكة ويحتمل أنها شيدت لتضم تمثالا للملك ثم غرفة الملك.
وتقع غرفة الملك في منتصف مبنى الهرم. وتحتوى على تابوت خاو مستطيل، مصنوع من الجرانيت بدون غطاء، وكان يوماً يحوى تابوت من الخشب لجثمان الملك.
أما مالانعرفه عن هرم خوفو فهو كيف تم بناء هذا البناء الضخم الذي شيد من مليوني وحدة صخرية تزن الواحدة منها طنين ونصف الطن.
ويطرح الفيلم الجديد ذو الأبعاد الثلاثية واحدة من الفرضيات المتعلقة بكيف بني هذا البناء الهائل وكان لغز بناء الهرم الأكبر قد حير الناس لقرون طويلة وأدى إلى شيوع عدة نظريات.
رحلة في جميع زوايا الهرم
وكما يقول مهدي طيوبي من شركة داسو الفرنسية لأنظمة برامج الكمبيوتر والتي أنتجت البرنامج ثلاثي الأبعاد فإن البرنامج يرتكز إلى " نظرية تشرح كيف تمكن المصريون القدماء والذين لم يمتلكوا الحديد ولا العجلات من بناء مثل هذا الهرم الهائل".
ويضيف طيوبي: "الأهم من ذلك هو أنها تشرح كيف تمكن القدماء المصريون من رفع أوزان هائلة تصل إلى 60 طنا كل هذه المسافة حتى غرفة الملك".
وتقدم النظرية الجديدة ثلاثية الأبعاد للمهندس الفرنسي جان بيير هودين رؤية مختلفة عن الفرضيات السابقة التي تحدث عنها علماء بشأن كيفية بناء الهرم الأكبر، إذ تحدث معظمهم عن أن الهرم بني باستخدام ممر خارجي منحدر أو منحدر لولبي حول الطبقة الخارجية لنقل الحجارة.
ويرى هودين إن الهرم بني من الداخل إلى الخارج على عكس ما قالت الفرضيات السابقة إذ ليس من الممكن من وجهة نظره إمكانية بنائه من الخارج إلى الداخل.